ترندات التعليم تكاد لا تهدأ، بل الحديث في المجالس والأهالي وكليات التربية لا ينقطع عن مستجدات التعليم. مقابل نجاح المملكة المبهر في جائحة كورونا والإشادات الدولية بالتعليم السعودي ولله الحمد، تجد أن هناك حالة من عدم الرضا عن التعليم متوارثة، وتستحق أن تدرس وتعالج؛ لأنها لا تضر الميدان فقط، بل تؤثر في أجيال كاملة. قطعت وزارة التعليم في عهد معالي الوزير حمد آل الشيخ أشواطاً في إعادة هيبة المعلمين، وتوّجت في اتفاقية الوزارة مع النيابة العامة والتحذير الرسمي من المساس بهم. لكن بالمقابل من يستمع لأصوات المعلمين؟ وهل التعليم بالفعل يحتاج معلمين؟ بالتأكيد نعم.
نحن نعلم أنه يوجد لدينا نصف مليون معلم في الميدان مقابل أكثر من ستة ملايين طالب وطالبة؛ يقابلها في التعليم البريطاني نصف مليون معلم يقابلها 10 ملايين طالب وطالبة. لكن التوزيع الديموغرافي لدينا مختلف، كذلك تقسيمات المدارس للبنين والبنات تتطلب أعداداً إضافية في التوظيف؛ ليتم تغطية الأنصبة التعليمية دون خلل. وأعيد مطالبتي القديمة والقائمة والأبدية بضرورة استبدال ميزانية طباعة الكتب الورقية وضخها في الميدان عبر المزيد من التوظيف للمعلمين، لن أكرر وجهة نظري فهي موجودة في الصحيفة، لكن أتساءل ما الأسباب التي أخرت طرح الوظائف التعليمية؟ وهل من طمأنة للميدان؟ حيث توقفت الوظائف التعليمية في السنوات الثلاث الأخيرة، وهذا أمر معلوم، لكن يحتاج الناس لسماع مرئيات الوزارة وخطتها لهذا الملف.
التعليم يحتاج معلمين هذه حقيقة وليست وجهة نظر، وجولة بسيطة للمدارس الحكومية ستكشف لك حجم العجز في تغطية الجداول المدرسية. ولعلنا نفكر بحاجة المعلمين أيضاً، فتقليص الإيفاد وغياب المرونة والحوافز أمور تؤثر في بقاء المعلمين. توجد تحولات كثيرة بلا شك، لكن هناك هاجساً لدى المجتمع المهني للتعليم، فمثلاً نحن في كليات التربية أصبحنا نشاهد تسرباً كبيراً من الكلية ونقصاً في أعداد الطلبة المسجلين في البرامج يكاد يكون ملاحظاً بالعين المجردة. فبعد أن كانت تعج الكليات بالطالبات أصبحت خاوية، بل ترى مخاوف الطالبات من المستقبل، فمنذ أن صدر قرار إيقاف القبول في كليات التربية الذي صدر من الوزارة في تاريخ 23/01/2018 بعهد الوزير السابق الدكتور أحمد العيسى، وتضمن تعليق أي تطوير أو استحداث برامج لكليات التربية (منشور أيضاً في عكاظ) والكليات تواجه مصيراً مجهولاً.
ليس لأن الطلبة يخافون فقط من البطالة، بل لتأصيل النظرة السلبية لخريجي كليات التربية الذين ينعمون بمكانة لا تقل عن طلبة كليات الطب في إنجلترا، بل تتفاخر كليات التربية هناك بطلابها وتصنع علاقات مباشرة مع المدارس والمجتمع المحلي، ويندر أن ترى معلماً إنجليزياً عاطلاً. إذاً وبكل وضوح أقول إن هيبة المعلم لا تزال بالشكل العملي مفقودة. ولا يزال المعلم يعاني الأمرّين ليطوّر نفسه، وإن طوّر نفسه ونال درجة علمية عليا بالغالب لا يتم الاستفادة منه بالشكل المطلوب، وهذا مبحث آخر وحديث ذو شجون لن أتطرق له الآن. لكن كتبت هذا لإيصال أصوات طالباتي، وهن بالغالب معلمات ومنسوبات تعليم، وأيضاً لعلنا نسمع أي تعليق حول ما ورد.
أخيراً، لا يمكن أن أتحدث عن التعليم دون أن نستحضر وافر الشكر والعرفان والتقدير للمعلمين والمعلمات في كل زمان ومكان. وأعتذر عن كل ما تلقونه من مصاعب وتحديات، وأقول نحن معكم وإن اختلفت نظرتنا للواقع، وإن تباينت الأدوات، لكن بلا شك هناك دائماً حلول. ولعل عمداء كليات التربية ومنسوبيها يخرجون بتصورات عملية لتهيئة مخرجاتهم لسوق العمل ودعمهم وتمكينهم. نحتاج أيضاً عقد شراكات عاجلة مع القطاع الخاص لصالح الطلبة ومن تأخر توظيفهم. التحديات كثيرة، لكن «تجاوزنا الأصعب» والقادم بكم أجمل.
نحن نعلم أنه يوجد لدينا نصف مليون معلم في الميدان مقابل أكثر من ستة ملايين طالب وطالبة؛ يقابلها في التعليم البريطاني نصف مليون معلم يقابلها 10 ملايين طالب وطالبة. لكن التوزيع الديموغرافي لدينا مختلف، كذلك تقسيمات المدارس للبنين والبنات تتطلب أعداداً إضافية في التوظيف؛ ليتم تغطية الأنصبة التعليمية دون خلل. وأعيد مطالبتي القديمة والقائمة والأبدية بضرورة استبدال ميزانية طباعة الكتب الورقية وضخها في الميدان عبر المزيد من التوظيف للمعلمين، لن أكرر وجهة نظري فهي موجودة في الصحيفة، لكن أتساءل ما الأسباب التي أخرت طرح الوظائف التعليمية؟ وهل من طمأنة للميدان؟ حيث توقفت الوظائف التعليمية في السنوات الثلاث الأخيرة، وهذا أمر معلوم، لكن يحتاج الناس لسماع مرئيات الوزارة وخطتها لهذا الملف.
التعليم يحتاج معلمين هذه حقيقة وليست وجهة نظر، وجولة بسيطة للمدارس الحكومية ستكشف لك حجم العجز في تغطية الجداول المدرسية. ولعلنا نفكر بحاجة المعلمين أيضاً، فتقليص الإيفاد وغياب المرونة والحوافز أمور تؤثر في بقاء المعلمين. توجد تحولات كثيرة بلا شك، لكن هناك هاجساً لدى المجتمع المهني للتعليم، فمثلاً نحن في كليات التربية أصبحنا نشاهد تسرباً كبيراً من الكلية ونقصاً في أعداد الطلبة المسجلين في البرامج يكاد يكون ملاحظاً بالعين المجردة. فبعد أن كانت تعج الكليات بالطالبات أصبحت خاوية، بل ترى مخاوف الطالبات من المستقبل، فمنذ أن صدر قرار إيقاف القبول في كليات التربية الذي صدر من الوزارة في تاريخ 23/01/2018 بعهد الوزير السابق الدكتور أحمد العيسى، وتضمن تعليق أي تطوير أو استحداث برامج لكليات التربية (منشور أيضاً في عكاظ) والكليات تواجه مصيراً مجهولاً.
ليس لأن الطلبة يخافون فقط من البطالة، بل لتأصيل النظرة السلبية لخريجي كليات التربية الذين ينعمون بمكانة لا تقل عن طلبة كليات الطب في إنجلترا، بل تتفاخر كليات التربية هناك بطلابها وتصنع علاقات مباشرة مع المدارس والمجتمع المحلي، ويندر أن ترى معلماً إنجليزياً عاطلاً. إذاً وبكل وضوح أقول إن هيبة المعلم لا تزال بالشكل العملي مفقودة. ولا يزال المعلم يعاني الأمرّين ليطوّر نفسه، وإن طوّر نفسه ونال درجة علمية عليا بالغالب لا يتم الاستفادة منه بالشكل المطلوب، وهذا مبحث آخر وحديث ذو شجون لن أتطرق له الآن. لكن كتبت هذا لإيصال أصوات طالباتي، وهن بالغالب معلمات ومنسوبات تعليم، وأيضاً لعلنا نسمع أي تعليق حول ما ورد.
أخيراً، لا يمكن أن أتحدث عن التعليم دون أن نستحضر وافر الشكر والعرفان والتقدير للمعلمين والمعلمات في كل زمان ومكان. وأعتذر عن كل ما تلقونه من مصاعب وتحديات، وأقول نحن معكم وإن اختلفت نظرتنا للواقع، وإن تباينت الأدوات، لكن بلا شك هناك دائماً حلول. ولعل عمداء كليات التربية ومنسوبيها يخرجون بتصورات عملية لتهيئة مخرجاتهم لسوق العمل ودعمهم وتمكينهم. نحتاج أيضاً عقد شراكات عاجلة مع القطاع الخاص لصالح الطلبة ومن تأخر توظيفهم. التحديات كثيرة، لكن «تجاوزنا الأصعب» والقادم بكم أجمل.